سيدتى..لاتسألينى ان اصِفُكِ فلن أستطيع.. ولن تصبرين بل دعينى أصفنى قبل أيامكِ وستعرفين فمنذُ ألف عام وطرقات مدنى الخاوية يعلوها صوت الظلام الياسمين بنافذتى القديمة لا يجد من يرويه عيناى غارقتان فى خوف..لا ينام هذا أنا..لألف عام (2) ألفُ عامٍ مرّت قد محَت اللونَ من لوحاتى أطفأتْ نور شمسى واغتالت فى الهوى بسماتى فعالمى ..قصر مهجور غرفٌ..باردةٌ..مظلمة جدرانٌ..يكسوها الصمتِ نوافذٌ بعيون معتمة القلبُ جِناحٌ مكسور وسريرى..يملؤه الكبت آه سيدتى..من هذا العالمٍ قاتل الحب.. سارق الاحلام آهٍ لو تعلمين أنى عشتُ فيهِ لالف عام (3) وذات مساءٍ فى جلسة بحر صيفية ..جاء الصبحَ جاءت عيناكى إقتحَمت مُدنى فشعرتُ بطعم الايام عينان..لم أرهما من قبل رغم رؤيتكِ..آلاف المرات قولى لى سيدتى كيف إحتملتِ منى تلك الحماقات وكيف ولدتُ فيكى ..من جديد وقد كنت شيخا !أُسابقُ السنوات قولى لى سيدتى كيف دخلتِ أيامى كيف فتحتِ عينى على جهلى وأوهامى؟ وكيف أسمح لك !بمداواة آلامى؟ قولى لى سيدتى من اين جاءت عيناكى؟ كيف أشعرتنى بضوء القمرِ؟ بضحكات الاطفال؟ بحنان أمى؟ بنور الشمس؟ وكيف جاءت كنورٌينساب كوقع الهمس؟ أجاءت من أحلامى..؟ آه سيدتى من تلك الأحلام ظلت تخادعنى..لألف عام آه من إمرأةٍ تتحقق فيها..كل الأحلام آه من إمراة علمتنى ..كيف أحاورُ الايام آهٍ ممن مسحت عنى أتربة الزمن !وصدأ الأعوام آه ممن جعلتنى رجلاً وأعادتنى طفلاً !